زيارة المقداد الى عُمان هل هي بداية في تبدل مواقف "العرب" من النظام؟

24.03.2021 | 13:35

قام وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بزيارة "مفاجأة" لسلطنة عمان يوم السبت الماضي تستغرق "عدة ايام" يرى البعض بان للزيارة دلالاتها في اعادة سوريا الى "الجسم" العربي او انها تمت في مساع للوصول الى حل سياسي في اطار الجهود الدولية والاقليمية المبذولة في هذا الاتجاه..

ويرى بعض اخر بان هناك نية لاعادة تعويم نظام الاسد خاصة من قبل بعض الدول العربية لتقوي اصطفافها في وجه ايران..


شاهد التقرير مصور.. اضغط هنا


 

شكل الزيارة لا يوحي بانها زيارة هامة

بداية ومع انه لم يتسرب اي شيء ذو قيمة عن ما دار خلال مبحاثات المقداد هناك، فان شكل الزيارة "البروتوكول" الذي تمت فيه لا يدلل على انها زيارة طارئة او انها تحصل لامر هام.

فالعلاقات بين سلطنة عمان والنظام السوري قائمة، وقام المقداد منذ تسلم مهامه بزيارة الى طهران واخرى الى موسكو، ويمكن ان نقرأ هذه الزيارة في سلسلة الزيارات "الممكنة" التي يقوم بها بعد استلام مهامه و"الجعفري" للحفاظ على هذه العلاقات التي هي كنز ثمين اليوم للنظام السوري.

بروتكول الزيارة التي تمتد لايام وفيها نشاطات ثقافية.. الخ، لا يدلل على انها رسالة لتحميل رسائل او تحذيرات او عروض.. وان يكن من غير المستبعد بحث ما هو موجود اصلا في التداول بين الطرفين.

هذا الحدث في سياق الاحداث ومن منظور اوسع مرة اخرى لا يدلل على ان هناك تغيير يذكر سيحدث قريبا في الواقع السوري وتحديدا قبل الانتخابات الرئاسية المفروض ان تنطلق نيسان القادم..

 

التغيير وفق القرارات الدولية يستلزم وقتا

فاي تغيير سياسي (عسكري) وفق قرارات دولية واتفاق على تقاسم السلطات من المؤكد ان يحتاج وقتا طويلا لترتيبه ولم يعد هناك متسع من الوقت بان ننجز هذا في اقل من شهر خاصة وان كل المسارات معطلة وشهدنا دخول مسارات جديدة الفترة الماضية (تركيا قطر روسيا) وتعدد المسارات على عكس ما يعتقد البعض هو اطالة في عمر الازمة..

 

وعموما ما يدعو للقلق بان الوضع السوري وصل الى نقطة مستحيلة في رأيي..

فلم يعد امام القوى الدولية والاقليمية اعادة تعويم الاسد لاسباب شرحتها اكثر من مرة في تسجيلات سابقة والمضي بنظامه على ماهو عليه، ولكي تمضي الامور الى الامام يجب احداث تغيير ما في هذا النظام يقضي بتقاسم السلطة جغرافيا او اداريا.. الخ.

وفي نفس الوقت نظام الاسد الاصم المغلق المتعلق بفرد يملك صلاحيات مطلقة لا يمكن ان ندخل عليه التغيير والرئيس بشار الاسد ومن حوله يعلمون ذلك جيدا.. وقبولهم بالتخلي عن اي جزء من السلطة يعني مع الوقت (القصير) خسارتهم للحكم بشكل كامل..

والمشكلة الاكبر.. بان اي محاولات للتخلص من الاسد بدون الوصول لاتفاق بين الدول الفاعلة في سوريا ونقل السلطات بشكل مضبوط الى الحكم الجديد.. يهدد باعادة انفجار الاوضاع في سوريا وتخريب ما بقي منها الى اليوم بدون تخريب في كل المجالات..

 

التغير قد يحصل ولكن ليس قبل الانتخابات الرئاسية..

وحتى لا اكون متشائم في طرحي.. ما اعنيه بان اي حل سياسي في سوريا وقلت ايضا هذا في اكثر من مرة (اذا لم يكن مخططا لنا مزيدا من الفوضى) لن يرتبط بموعد قريب واعني بالتحديد سيكون حكما ابعد من الانتخابات الرئاسية..

 

نضال معلوف



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved